قصص النرجسي
جميــع المقــــالات

الـرئيسيــــــــة
تواصل معنا
مــن نحــــــــن
تطوع للتوعية بالنرجسية
نموذج طلب تطوع

قصص النرجسي
جميــع المقــــالات

الـرئيسيــــــــة
تواصل معنا
مــن نحــــــــن
تطوع للتوعية بالنرجسية
نموذج طلب تطوع

منصة نرجسي - صورة الملف الشخصي ل

أسامة أحمد

قصتــي
الأضــرار
وضعي الحالي

عائلة كاملة من النرجسيين

عشت ٢٦ سنة تحت سيطرة والدي النرجسي وأخوتي النرجسيين، قبل أن أغادر لأنجو من نفس المصير الذي واجهه أخوتي. انتقلت بعيداً لأتجنب الأذى وأحافظ على ما تبقى من البر والاحترام. ظننت أنني نجوت، لكنني قضيت ٥ سنوات أخرى تحت تلاعب أخي النرجسي، الذي استغلني واحتال عليّ، ثم أغرقني بالديون. في الثلاثين من عمري، وجدت نفسي مفلساً ومديوناً، ومعرضاً للخطر والملاحقة والابتزاز.

تعرضي للإساءة النرجسية منذ الصغر، صنع مني شخصية مهزوزة، جعلتني ضحية سهلة للمحتالين والمتلاعبين. عندما هاجرت بعيداً، بدأت حياتي من الصفر. لكنني مجدداً، لم أنجو من أذى النرجسيين رغم كل ما حدث معي. استغرقني الوقت أكثر من سنة لأميز مديري النرجسي، وأكثر من شهرين لأتأكد أن صديقي كان نرجسياً. تطور إدراكي بمرور الوقت، وأصبحت الآن أميز النرجسيين خلال دقائق.

أخوات وأخوة نرجسيين

نشأت في عائلة مكونة من ستة أشقاء وأربع شقيقات جميعهم نرجسيين، باستثناء والدتي. لم تكن والدتي نرجسية بطبيعتها، لكن تعرضها المستمر لوالدي وتلاعبه، حولها بطريقة ما إلى نسخة منه. كانت العائلة خليط من كل شيء خبيث: انعدام تام لمبدأ الاحترام. حسد وغل وفجور في الخصومة، ويا ويلك إذا ارتكبت خطاءاً، سيتسابق الجميع لوضع أرجلهم على رقبتك. متوحشون، يفرحون لمعاناتك، ولا يمتلكون ذرة مشاعر. لا يحتكمون لضمير، أو مبدأ، أو دين. كل شيئ مباح لهم طالما يشبع غرورهم ويخدم سمعتهم بين الناس. يعاملون الناس باحتقار ويعتقدون أن الله فضلهم على العالمين. يستخدمون السخرية والإهانات والشتائم للتقليل من شأنهم، وإذا تلقوا نفس المعاملة كردة فعل، فلن يهدأ لهم بال حتى ينتقمون.

كانت كل هذه الممارسات تحدث أمام نظر والدي الذي يكتفي بالمراقبة والاستمتاع. لم يكن والدي يتدخل لإنهاء الخلافات أو معاقبة المخطئ. بل على العكس، كان يعمل دائماً على إثارة الفتنة وتشجيع الخصومة. كان يبدي ردة فعله بإحدى طريقتين: إما يكتفي بالمشاهدة وكأنها حلبة مصارعة، أو يلجأ إلى تصيد الأخطاء، واستخدام العنف الجسدي بوحشية لفرض سلطته. عندما يرى أننا في حالة انسجام، يبدأ بتعكير الأجواء. فيستخدم الوشايات ويحيك المكائد ويحرضنا على بعضنا حتى يتمكن من تأجيج الخلافات. وإذا لم ينجح، يجهز أي حجة ليتمكن من ممارسة سلطته ووحشيته من خلال الضرب المبرح.

الضرب بوحشية لم يكن بغرض التأديب، وإنما لاستعراض القوة والتعبير عن الخبث. إليك هذا المشهد: في إحدى المرات، قيد أحد أخوتي من يديه، ثم علقه من رجليه لمدة تزيد على ثلاث ساعات. ضل يجلده بعصا مصنوع من البلاستك حتى تبول على نفسه. كان يضرب حتى يناله التعب، ثم يجلس ليشرب الشاي ويرتاح قليلاً قبل أن يواصل. مارس هذه الوحشية أمامنا وحرص على أن نشاهده، وهدد بأن أي تدخل أو إعتراض، سيتسبب لنا بنفس المصير. عايشنا مثل هذا المشهد جميعاً منذ طفولتنا، وكنا نرى مدى استمتاعه عندما نترجاه ونقبل أقدامه لكي يتوقف. كانت النتيجة أنه أنشأ نسخاً منه. بنات وأبناء نرجسيين بنفس الوحشية والخبث، وبنفس عقلية الإحساس بالعظمة واستعراض القوة.

والدي النرجسي

قال لي أحد المختصين أن والدي لديه "نرجسية خبيثة"؛ فالإنسان العادي يستمد سعادته من سعادة الناس الذين من حوله. بعكس النرجسي الخبيث، فهو يستمد سعادته من معاناة وتعاسة الآخرين. ولهذا السبب، يسعى والدي دائماً لإفشال وتحطيم أي شخص في دائرته. لم يفلت أحد من الأذى بما فيهم أخوته وأقاربه وأصدقائه وجميع الناس المقربين منه. ولأنه نرجسي لا يخضع لأي أعراف أو مبادئ، نجح في تكوين ثروة هائلة من خلال التلاعب والتزوير والاحتيال والاستيلاء على حقوق الضعفاء، وأصبح رجل أعمال له مكانته في المجتمع. استخدم ثروته للحصول على النفوذ، فاشترى ذمم الناس وولاء المسؤولين حتى أصبح محصناً. ولكي ينجح في إخفاء حقيقته، كان يذهب إلى الحج أو العمرة كل عام، ثم بنى مسجداً ونصب نفسه قيماً عليه.

من بين ٦ أخوة و ٤ أخوات، كنت الوحيد الذي حصل على ثقته. لكن هذه الثقة لم تأتي من فراغ. فجميع أخوتي كانوا يعاملونه بنفس معاملته: كذب، نفاق، عدم إحترام، احتيال، سرقة، استهزاء، أنانية، ولا يعترفون بالخطأ حتى لو وضعت السكاكين على رقابهم. حصد والدي ما كان يزرع، وأصبح في مواجهة مستمرة معهم. كنت أنا مختلفاً عنهم. ليس لأنني قررت ذلك، بل لأن الخوف منه والسعي المستمر لإرضائه شكلا شخصيتي. ضعيف وإنطوائي، لا يحب إثارة المشكلات. أنفذ الأوامر بحذافيرها، وأتلقى العقاب بصمت حتى وإن كنت بريئاً. ملتزم أخلاقياً ودينياً وأسعى لإثبات طاعتي بكل ما أوتيت من قوة. نلت ثقة والدي بسبب هذه الشخصية ؛ لكنني بسببها أيضاً نلت النصيب الأكبر من الأذى والظلم.

لم يستثنيني والدي من الضرب المبرح منذ كنت صغيراً. مع أنه كان يضرب بي المثل بأنني لا أعصي له أمراً، ولست كبقية أخوتي. في إحدى المرات، وأنا في العاشرة من العمر، طلب من أخوتي أن يفعلوا شيئاً وكنت أنا الذي نفذ الأوامر. وعندما غضب، قام بمعاقبتي أنا. استخدم غصناً اخضر من شجرة التين. ضربني في كل أنحاء جسدي, وركز بالضرب على أرجلي حتى فقدت القدرة على الحركة. استمر بالضرب بوحشية وكأنه يضرب جثة هامدة. بعد ذلك، سمعته يتبادل المزاح مع أخوتي وكأن شيئاً لم يكن. قضيت حينها أسابيع طريح الفراش، وكان يأتي ساخراً ليسألني عن مدى إعجابي بشعور الألم.

كان مهووس بالتحكم واستعراض قوته في فرض السيطرة. تعرض أخوتي لعنف وحشي، لأنهم كانوا "عصاة" على حد قوله، وتسببوا بذلك لأنفسهم. وتعرضت أنا لنفس العنف بالإضافة إلى الظلم، مع أنني لم أرفض له طلباً في حياتي. هذا الهوس أدى إلى ضياع أخوتي. فقد تمكن من التلاعب بهم وأصبحوا تحت رحمته إلى الآن، بما فيهم أبنائهم وزوجاتهم. لم يكملوا تعليمهم، وسلكوا طرق غير أخلاقية. ورطهم في الزواج عمداً، مع أنهم عاطلين عن العمل، فأصبحوا معتمدين عليه في كل شيء. حتى حبة الدواء، لا يمنحهم ثمنها إلا بعد تحقيقات وتشكيك في نواياهم واتهامهم بالتحايل عليه.

كان يتلاعب بهم ليجبرهم على اللجوء إليه. كلما شعر أنهم يبحثون عن عمل أو أنهم ابتعدوا عنه قليلاً، يغريهم بالمال ويوهمهم بأنه سيقدم لهم كل الدعم ليمتلكوا مشاريع خاصة بهم. وبعد أن يعودوا له خاضعين، يلجأ إلى المماطلة والكذب لأشهر وسنوات. بلغ أخي الأكبر الخمسينات من عمره، وما زال يتلقى نفس الوعود والأكاذيب حتى الآن. كان يضطر في بعض الأحيان إلى دعمهم مادياً بهدف تحسين صورته أمام الناس، لكنه بعد ذلك يتلاعب بهم إلى أن يتمكن من إسقاطهم. يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، يسحب الأموال بحجة إعادتها لاحقاً، يحرض عليهم، ويمتنع عن تقديم المساندة عندما يحتاجون إليه. وبعد أن يعيدهم إلى نقطة الصفر، لا يتوقف عن التشهير بهم وتحميلهم المسؤولية.

كنت أنفذ كل الأشياء التي يجلد أخوتي بسببها. ومع ذلك كان يتحايل عليّ لمنعي من الاعتماد على نفسي أيضاً. ألح علي بالزواج في عمر مبكر، لكنني رفضت. قال لي أن التعليم لن تفيدني بشيء، ومنع عني المصاريف. في كثير من الأحيان، كنت أتناول وجبة واحدة في اليوم، وأمشي لمدة ٣ إلى ٤ ساعات لأنني لا أمتلك تكاليف المواصلات. وعندما كنت أصل إلى المنزل في وقت متأخر من الليل، كان يحكم إغلاق الباب متعمداً، فأضطر إلى النوم أمام المنزل. ورغم استماتته في إفشالي، إلا إنه كان يتفاخر دائماً أمام الناس بإصراري ويدعي أنه يقدم لي كل الدعم.

عندما كبر أخوتي لم يكن والدي قادراً على إجبارهم على تحقيق رغباته. كانوا يعصون أوامره ويتسببون له بالمشكلات ويحرجونه أمام الناس. ولذا، لجأ إلى التحكم بهم من خلال اغرائهم بالمال. يجامل الذين يشبهونه، ويغرقهم بالأموال لينفذوا رغباته. ويحرم الذين يواجهون زلاته إلى أن يتمكن من إخضاعهم. في كلتا الحالتين، جميعهم أصبحوا تحت سيطرته. أما أنا فكان الوضع معي مختلفاً. لم يكن بحاجة إلى إغرائي بالأموال، ولم يكن بحاجة إلى إجباري. كنت مطيعاً ومتواجداً إلى جانبه طوال الوقت، ولا أطلب شيئاً مهما كانت حاجتي. ولذلك، أصبحت الحلقة الأضعف التي تغذي امداداته النرجسية - عرفت لاحقاً أن الإمدادات النرجسية تعني سعي النرجسي لإشباع حاجته إلى الشعور بالتفوق واستعراض القوة.

منذ كنت صغيراً، كان يجبرني على الأعمال الشاقة دوناً عن أخوتي. مع أن أخوتي لم يكملوا تعليمهم وكانوا عاطلين عن العمل. عمل والدي في المقاولات، وكان يجبرني على العمل مع بقية العاملين دون مقابل. وعندما ننتهي من مشاريعه، يبحث لي عن أي شيء ليجبرني على فعله. يمر أخوتي من أمامه وهو يشرف على توجيهي، لكنه لا يطلب منهم شيئاً. يتعمد تقديم المصاريف لهم أمامي، ويحرمني منها. كنت أتعرض للإصابات، وكانت يداي تنزف طوال الوقت، ثم لا أسلم من الشتم والإهانات والضرب دون سبب. ومن كثرة تعرضي لأشعة الشمس، ظهرت على جسمي بقع بنية اللون، شُخصت لاحقاً على أنها سرطان الجلد.

لا يجرأ النرجسي على مواجهة الأقوياء أو الذين يسببون له الإحراج. كان والدي يعاملني بتلك الطريقة لأنني أطعته طاعة عمياء. كنت الشخص الذي يُشعره بلذة الانتصار والقوة، ويلبي حاجته إلى استعراض سلطته وتفوقه دون اعتراض. أراد كسري وإفشالي كبقية أخوتي، لكنه في الوقت نفسه، كان يتفاخر بي أمام الناس على حسن سلوكي. استمر في استغلالي إلى أن قررت الابتعاد عنه نهائياً. الآن، ورغم تقدمه في العمر، ما زال لم يتغير. لا يشعر بالذنب، ولا يرى نفسه مخطئاً. ما زال مسيطراً على أخوتي، ومن يتجرأ على شق طريقه، يصنفه كعدو ويصبح عرضةً لما يسمى علمياً بــ "الغضب النرجسي"، وهو ما تعرض له أخي النرجسي.

أخي النرجسي الخفي

في إحدى ندوات الطب النفسي، سألت الدكتورة المحاضرة: كيف ستكون النتيجة إذا حدث صدام بين شخصين نرجسيين؟ كان ردها: النرجسي يشبه الإعصار عندما يضرب مدينة منازلها مصنوعة من الخشب. تخيل حجم الدمار الذي سيخلفه إعصاران في الوقت نفسه! في هذه الحالة، لن ينجوا سوى نوعان من الناس، الذين يمتلكون منازل اسمنتية، أو الذين هربوا مبكراً. لم أكن أعلم أن أخي نرجسي، لم يكن لدي شخصية اسمنتية، ولم أهرب مبكراً. كنت واقفاً بينهما، فتعرضت للاستغلال والإحتيال من أخي، ونالني "الغضب النرجسي" لوالدي؛ وهو بحسب الدكتورة، حالة توحش يفقد فيها النرجسي السيطرة على نفسه، ويتجاوز كل الخطوط الحمراء دون اكتراث للثوابت أو العواقب.

تمكن أخي مع أصدقائه من الحصول على ملكية خاصة كانت ستغير حياتهم إلى الأبد. وهذا أمر يعده والدي تعدياً. فقد تعود على إفشالنا ليجبرنا على الانصياع إليه، لكن الاستقلالية بهذه الطريقة جعلته يفقد صوابه. كان والدي يستطيع تمرير أي شيء غير قانوني بسبب نفوذه وأمواله وعلاقاته. وأول شيء فعله، قام بتزوير وثائق الملكية لصالحه. وعندما اعترض أخي، استولى عليها بالقوة، وتسبب بمقتل أحد الأشخاص. صدرت مذكرات باعتقاله ولكنه استطاع توقيفها. أدى دور الضحية وادعى أنه هو من تعرض للاحتيال. أرسل اشخاصاً ليعتدوا على أخي، واستخدم العصابات لاختطافه عدة مرات. أراد إجباره على التنازل في بداية الأمر، وعندما فشل حاول التخلص منه.

كنت الوحيد الذي وقف في صف أخي. أبحث عنه في السجون والمستشفيات، وأرفع شكاوي الاختطافات والاعتداءات. وبسبب ذلك، تم اعتقالي من قبل أفراد مجهولين، واحتجزت في مبنى لا يوجد به منفذ للهواء. صودرت ممتلكاتي, وتم ابتزازي من قبل بعض المتنفذين. خسرت أعمالي وأصبحت ملاحقاً تحت التهديد. لم انعم بالراحة والأمان لسنين. بعد فترة طويلة من السعي لتبرئة نفسي واسترجاع حقوقي، تلقيت اعترافاً من أحد الأفراد أن والدي كان وراء كل ما حدث لي. عندما واجهت والدي أنكر تماماً، وعندما أظهرت له الأدلة، قال بأنه كان يستهدف أخي ولم يقصد أذيتي.

بعد أن تعرض أخي للاعتداءات والاختطافات، قمت بإخفائه عن والدي وعصاباته لمدة عامين. استأجرت له منزلاً في مدينة أخرى، وتكفلت بجميع مصاريفه هو وعائلته. كنت أدفع الإيجارات والفواتير وتكاليف المعيشة، واوفر جميع مستحقات واحتياجات أبنائه الدراسية. حتى أنني مولت تكاليف حمايته وأتعاب محاميه. استنزف كل مدخراتي وجعلني أبيع بقية ممتلكاتي من أجله. كان يعدني أنه سيعوضني عن كل الخسائر. وعندما استنفذت كل شيء, طلب مني أن اقترض له المال، فأصبحت مثقلاً بالديون التي تتطلب سنين لأتمكن من سدادها. عندما أصبحت عاجزاً عن توفير احتياجاته، استخدمني لبيع قطعة أرض يملكها لأحد أصدقائي، ولم يسلمني وثائق الملكية. ضل بعدها يماطل ويختلق الأعذار لأكتشف لاحقاً أنها عملية احتيال.

آثرت أخي وفضلته على نفسي. تخليت عن حلمي في استكمال دراساتي العليا، وضاعت مني منح تعليمية في أرقى الجامعات. فاتتني العديد من فرص العمل، وخسرت كل ممتلكاتي. بعد ثمان سنوات من الكذب والتظليل والمماطلة، أنكر أخي كل ما قدمته من أجله. اشترى لنفسه منزلاً، وحصل على أفخم السيارات، وكان يقدم الهدايا لكل من هب ودب. بعد أن أدركت أنه تلاعب بي، تنازلت عن مستحقاتي وطلبت منه تسديد الديون التي اقترضتها من أجله، لكنه أنكرها أيضاً. قال الكلمة المشهورة التي كان يرددها والدي دائماً عندما يحتال على أحدهم: "قدم شكواك للمحكمة".

عندما تدافع عن نفسك أو تطالب بحقوقك من شخص نرجسي، فإنه يرى بأنك تقوم بإهانته. شعوره بالإهانة يمحو مطالبك، ويتحول إلى حالة من الإنتقام. ولأنه لا يحتكم للدين ولا للضمير أو المبادئ، سيفعل أي شيء ليمنعك من الحصول على حقوقك وسيقوم بإيذائك. بعد أن أنكر أخي ما قدمته من أجله، اتخذ خطوات احترازية ضدي، ليحافظ على سمعته أمام الناس. ادعى أنه دفع كل مستحقاتي واتهمني بالاحتيال عليه، وروج بأنني أحاول ابتزازه. استخدم نفس الأساليب والإدعاءات التي استخدمها معه والدي. مارس عليّ نفس الظلم، ونسى أن رب العباد حرمه على نفسه.

العيش مع نرجسي واحد يستهلك الروح، لكن العيش مع نرجسيين يقتلها. تواجدي في عائلة كاملة من النرجسيين وضعني أمام خيارين: أن اتبع نفس سلوكياتهم وأتجنب الأذى، أو أن أكون مختلفاً عنهم وأصبح هدفاً لتعويض عقد النقص لديهم. كنت مختلفاً وتلقيت كل أنواع التنكيل. كانوا يعتبرون الود والإحترام ضعفاً وفرصة للاستغلال والشعور بالتفوق. يعتقدون أنه طالما وأنك ضعيف فإن لهم الحق في ممارسة قوتهم وأنانيتهم عليك، ولا يحق لك الإعتراض. في أحد الأيام، عدت من المدرسة في وقت مبكر، دخلت غرفتي لأجد أحد أخوتي يعيد تركيب باب الخزانة بعد أن سرق منها المال. وعندما تفاجأ أنني رأيته متلبساً، وضع المال في فمه ليتمكن من مهاجمتي. أمسكني من حنجرتي حتى فقدت القدرة على التنفس، ثم هاجمني بقطعة الحديد بيده الأخرى. وبعد أن وجه الشتائم والتهديدات، وأنكر السرقة، قال لي وهو يمسك المال مغادراً: لست بحاجة إليك ولا لأموالك! 

- خسارة العمر لا يمكن أن تعوض.
- تعنيف جسدي ترك أثاره حتى الآن.
- خسارة كاملة للممتلكات أعادتني إلى الصفر.
- عملت لدى أخي لمدة ١٦ عاماً لما أتقاضى عليها شيئاً.
- تعرضت للاستغلال والاحتيال وأصبحت غارقاً بالديون.
- أضعت فرصة الحصول على منحة جامعية.
- ما زلت أتلقى تهديدات مستمرة من متنفذين يتبعون والدي.

- هاجرت بعيداً وأسست حياة خاصة بي.
- لا يوجد أي تواصل مع عائلتي، ولا أحد يعرف مكان تواجدي.
- أعيش في راحة بال لا يمكن وصفها.