7 حدود صارمة للتعامل مع الشخصية النرجسية

محتوى المقال

دليل عملي للتعامل مع الشخصية النرجسية والرد بمهارة على سلوكيات التطفل والإساءة

يُعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية من نقص في التعاطف تجاه الآخرين، مما يدفعهم للشعور بأن لديهم الحق في استغلال الأشخاص من حولهم. لذلك، من الضروري وضع الحدود لحماية نفسك، والحد من تأثير سلوكياتهم المؤذية. في هذا المقال، سنستعرض سبع طرق فعالة تساعدك في وضع حدود صارمة للتعامل مع الشخصية النرجسية وإدارة مواقفك بشكل أفضل.

1. لا تبرر أو تشرح أو تدافع عن نفسك.

يميل النرجسيون إلى استخدام الانتقادات والترهيب بشكل متعمد لجعل الآخرين يشكّون في أنفسهم، ما يمنحهم شعورًا بالسيطرة والقوة. من الضروري وضع حدود تمنعهم من توجيه هذه الانتقادات إليك. جزء من هذه الحدود يكمن في حقك بتحديد ما تشاركه مع الآخرين؛ فكلما قلّت المعلومات التي تشاركها مع النرجسي، خاصة المعلومات الشخصية، كلما قلّت فرصته في استخدامها ضدك.

ليس عليك تبرير أفكارك أو مشاعرك أو أفعالك أمام شخص يسعى لإضعافك من خلال ردود فعلك. إذا انتقدك النرجسي، يمكنك الرد بعبارة مثل: “سمعت رأيك، وسأفكر فيه.” وإذا حاول التشكيك في تصرفاتك، يمكنك القول: “أنا واثق مما أفعل.” أما إذا طالبك بتفسير شيء ما، فرد عليه بالقول: “هذا يخصني”، أو “دعنا نتفق بأننا نختلف عن بعضنا”.

2. ابتعد عندما تشعر بأن المحادثة غير صحية.

لست بحاجة إلى إذن لإنهاء محادثة تُدمرك نفسيًا. أنت الوحيد الذي يعرف ما هو صحي، وليس الذين حولك.

إذا شعرت بأن الوضع أصبح غير مريح، يمكنك إلقاء نظرة على ساعتك وقول: “الوقت يمر بسرعة، لقد تأخرت.” ثم غادر دون النظر إلى الخلف. متأخر على ماذا؟ هذا لا يهم. فكل دقيقة تقضيها مع شخص يمارس سلوكه التحكمي أو المسيء، تسرق منك وقتًا كان يمكن استغلاله في رعاية نفسك بطريقة أكثر صحية.

يمكنك أيضًا استخدام هاتفك المحمول كوسيلة للخروج من الموقف. لا أحد سيعرف إن كنت تلقيت مكالمة حقيقية أم لا. فقط انظر إلى الهاتف وقل: “أعتذر، يجب أن أرد على هذه المكالمة.” ثم انسحب. أو يمكنك تحديد المدة التي تريد قضاءها مع الشخص النرجسي مسبقًا، ثم اضبط منبه هاتفك أو ساعتك ليرن في الوقت المحدد. عندما يرن، قدّم اعتذارًا وانسحب.

إذا كنت تفضل المواجهة المباشرة للتعامل مع الشخصية النرجسية، يمكنك قول: “أستأذنك بالمغادرة. يمكننا التحدث لاحقًا عندما تكون مستعدًا لإجراء حوار بناء”، أو “هذا غير مقبول، لن أشارك في هذا النوع من المحادثات.”

3. حدد الأشياء المقبولة وغير المقبولة

الاعتراض بكلمة “لا” لفرض وجهة نظرك، يعد أمراً أساسيًا في وضع حدود صحية مع الآخرين. اسأل نفسك ما هي السلوكيات التي يمكنك تقبلها وما هي التي لا تتسامح معها أبدًا. مثلاً، قد تتقبل المزاح الخفيف، ولكنك لا تتحمل التعليقات الساخرة. ربما تستمتع بالمناقشات الحماسية، لكنك لا تتقبل الإساءة اللفظية أو التنمر.

يجب أن تكون واضحًا وحازمًا في حدودك. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: “إذا واصلت مناداتي بهذه الألقاب، فسأنهي المحادثة حتى تكون مستعدًا لمعاملتي باحترام.” لا تحاول التبرير أو التوضيح أكثر من اللازم. إذا استمر النرجسي في مهاجمتك، انسحب في الحال، أو أغلق المكالمة إذا كان الهجوم عبر الهاتف. يجب إنهاء التفاعل فورًا، بغض النظر عن ردة فعله.

عند وضع هذه الحدود، قد يلجأ النرجسي إلى أساليبه المعتادة مثل: الجدال، إلقاء اللوم عليك، التقليل من قيمة مشاعرك، التظاهر بأنه ضحية، اتهامك بالحساسية المفرطة أو الإنفعال. تَحَمُّل مثل هذه الأساليب قد يكون صعبًا، لكن حدودك غير قابلة للنقاش، ولا يجب التنازل عنها.

4. تعلم كيف تتجاوز الأسئلة المتطفلة أو التعليقات السلبية بمهارة.

يتجنب السياسيون المهرة الإجابة عن أسئلة الصحفيين المحرجة بالانتقال إلى موضوع آخر. عادةً يكون الموضوع هو ما يتمنون مناقشته، لأنهم من خلال الإجابة عليه يستطيعون دعم توجهاتهم وتعزيز مواقفهم.

يمكنك أنت أيضًا استخدام نفس الاستراتيجية لتفادي الأسئلة المتطفلة. إذا طرح عليك النرجسي سؤالًا لا ترغب في الإجابة عليه، قم بتغيير الموضوع بكل سهولة. على سبيل المثال، إذا كان هذا النرجسي كثير الانتقاد لنفقاتك المالية، اختياراتك المهنية، أو علاقاتك الشخصية، فلماذا تدخل معه في نقاش عقيم؟ بدلاً من ذلك، قل شيئًا مثل: “التحديات التي نتحدث عنها غالبًا ما تبني شخصية قوية وقادرة على التحمل، أليس كذلك؟”

يمكنك أيضًا توجيه المحادثة نحو موضوع يحب النرجسي مناقشته. اسأله عن سر نجاح علاقاته الجيدة أو كيف اتخذ قرارًا صعبًا في حياته المهنية أو المالية.

مع أن النرجسي قد يرد بحديث يركز فيه على نفسه، إلا أن تغيير مسار المحادثة يساعدك في تجنب المواجهة والنقاشات الحادة. بالإضافة إلى أنك قد تستفيد من بعض الأفكار التي يشاركها، وتشعر بالرضا على قدرتك في توجيه المحادثة ببراعة.

5. واجه التنمر بطريقة مباشرة

يسعى النرجسيون غالبًا إلى لفت الانتباه والحصول على الإعجاب كوسيلة لتعويض مشاعر الفراغ والنقص التي يشعرون بها داخليًا. لذلك، قد يتجاوزون الحدود باستمرار لاختبار مدى قدرتهم على الإفلات من المساءلة أو لمعرفة ردات فعلك.

هناك طريقة جيدة لمواجهة هذا السلوك، وهي الإشارة إلى ما يفعلونه بشكل مباشرة. على سبيل المثال، يمكنك قول: “هل تحاول التقليل من شأني أو الإساءة إلي؟” أو “لقد لاحظت أنك تقاطعني كثيرًا عندما أتحدث.”

عبر عن اعتراضك بطريقة واقعية ومباشرة. لا تهتم بردة فعلهم. أكتفي بتوضيح ما يحدث، واترك الأمر عند هذا الحد.

6. لا تقلل من شأن النرجسية

عندما نقول لا تستهين بالنرجسية، فإننا نقصد إدراك التأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه السلوك النرجسي على الأفراد. النرجسيون أمضوا حياتهم في تعلم كيفية التقليل من شأن الآخرين واستغلالهم. هذه الظاهرة النفسية القوية مبنية على أفكار مشوهة حول الذات والآخرين والعالم.

قد يشعر الكثيرون بالتوتر المستمر بسبب أساليب النرجسيين. إذا كنت قد نشأت في بيئة عائلية مشحونة بالنرجسية أو دخلت في علاقة طويلة مع شخص نرجسي، فقد تكون معتادًا على تقبل سلوكياته المنهكة وغير الصحية.

إذا وجدت نفسك غير قادر على وضع حدود صحية في بعض المواقف، فمن المهم أن تتعاطف مع نفسك وتتعلم من التجربة. حدد ما تريد تغييره في المرة القادمة، وكن مستعدًا لتنفيذه. وضع الحدود عملية مستمرة، وليست خطوة تُنفذ مرة واحدة فقط.

7. تذكر: وضع الحدود يتضمن العواقب.

عند وضع الحدود، من المهم أن تكون على دراية بالإجراء الذي ستتخذه إذا تم تجاهلها. يكون موقفك أقوى عندما تكون العواقب واضحة في ذهنك مسبقًا. وعند انتهاك أي من تلك الحدود، يجب عليك التصرف بسرعة وحزم في كل مرة يحدث فيها التجاوز، لأن عدم اتخاذ إجراء قد يقوّض مصداقيتك ويضعف فعالية حدودك.

وكما قالت إليانور روزفلت، “لا يمكن لأحد أن يجعلك تشعر بالدونية دون موافقتك.”