مراحل العلاقة مع شخص نرجسي
تتسم العلاقة مع شخص نرجسي غالبًا بدورة متكررة من الألم والمعاناة، وهي نتيجة متوقعة لاضطراب الشخصية النرجسية. أحد الركائز التي تساعد على فهم سلوك النرجسي، هو إدراك أن علاقاته دائمًا مبنية على مبدأ المقايضة. فالضعف في الحدود الشخصية وقلة التعاطف، يجعل النرجسي عاجزًا عن رؤية الآخرين كأفراد مستقلين لهم احتياجاتهم ومشاعرهم الخاصة. لهذا السبب، يميلون إلى السعي وراء مصالحهم الخاصة دون اعتبار للأذى الذي يتسببون فيه لشركائهم. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى وجود أنواع مختلفة من النرجسيين، حيث تختلف حدة أعراضهم وسماتهم من شخص لآخر.
في العلاقات النرجسية، لا يتم ترسيخ مفهوم الحب. بدلاً من ذلك، تتفاقم مشاعر عدم الرضا والإساءة المتبادلة بين الطرفين، ما يؤدي إلى صراعات مستمرة. ويعود السبب في ذلك إلى رفض الشريك أن يكون في وضع التبعية أو الشعور الدائم بالاستياء. ورغم أن هذه الديناميكية قد تبدو مشابهة للعلاقات الاعتمادية، إلا أنها تختلف في حالة النرجسيين. فهم يعتمدون على الآخرين، لكن بطريقتهم الخاصة: لا يضحون بأنفسهم من أجل العلاقة، بل يضحون بالعلاقة من أجل مصالحهم الشخصية.
المرحلة الأولى: إدارة الانطباعات
ينجذب النرجسيون بدرجة أساسية إلى الأشخاص الذين يعملون على تحسين صورتهم أو مكانتهم الاجتماعية، مثل الناجحين أو الموهوبين أو الجذابين. إذا كنت تنتمي إلى إحدى هذه الفئات، فمن المحتمل أن تثير اهتمامهم، وسرعان ما سيبدأون بالتباهي ومحاولة لفت انتباهك. قد يلجأ بعضهم إلى التحري لمعرفة المزيد عنك، ومحاكاة اهتماماتك وأذواقك، وربما يشاركونك قصصًا حزينة عن حياتهم أو يكشفون عن نقاط ضعفهم لإثارة تعاطفك، مما يمنحك انطباعًا إيجابيًا عنهم في البداية.
على الرغم من أن هذا الأسلوب قد يبدو مغريًا، فإنه من الضروري أن تدرك أن الهدف الأساسي للنرجسيين هو فرض الهيمنة والسيطرة عليك. هم فقط يسعون إلى تقييم مدى اهتمامك بهم، ومدى استعدادك لدعمهم وطاعتهم، وقدرتك على تلبية احتياجاتهم.
بالإضافة إلى أن الإغراء يشكل جزءًا أساسيًا في هذه المرحلة المليئة بالرومانسية. يلجأ بعض النرجسيين إلى ما يُعرف بـ”قصف الحب”، حيث يغرقونك بمستويات متفاوتة من الاهتمام والهدايا والإطراءات والدعوات، وحتى الرحلات الباهظة، إلى جانب الوعود بالارتباط و”الفوز” بك.
يُظهر النرجسيون براعة ملفته في استخدام أساليب إثارة الانطباع والإقناع للتأثير على الآخرين وكسب إعجابهم. قد يكون سلوكهم غير مقصود أحيانًا، ولكن بالنسبة لبعضهم، تُعد الرومانسية مجرد لعبة، يتقنون التلاعب بها وهم بكامل وعيهم.
دورك في هذه المرحلة:
قد تبدو العلاقة الرومانسية مع شخص نرجسي ساحرة، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من الوحدة أو الاكتئاب، أو الذين يتلهفون للدخول في علاقة جديدة، أو لديهم انخفاض في احترام الذات. بالإضافة إلى أن الإحساس بالشوق والأمل قد يدفعان البعض إلى تجاهل الإشارات التحذيرية الواضحة، ويفضلوا الاستمرار في العلاقة رغم المخاطر. للمزيد حول هذا الموضوع إقرأ لماذا من الصعب جداً ترك النرجسي؟
لتجنب العواقب السلبية، يُنصح بتحصين نفسك عبر بناء حياة مُرضية مليئة بالأصدقاء الداعمين، والحفاظ على مستوى صحي من احترام الذات. كن واضحًا بشأن احتياجاتك ومخاوفك، وضع الحدود التي تعكس قيمك. لا تقم بإلغاء مواعيدك أو التزاماتك الأخرى لمجرد إرضائهم. تذكر أن التعارف يستغرق وقتًا، والحب الحقيقي والارتباط يحتاجان إلى المزيد من الوقت. في دراسة بحثية، استغرق الناس سبعة لقاءات لاختراق أقنعة النرجسيين واكتشاف حقيقتهم.
المرحلة الثانية: اكتشاف عيوبك
تبدأ هذه المرحلة عندما يقتنع النرجسي بأنك قد وقعت في شباكه. لم يعد التحدي المتمثل في كسبك مثيراً له الآن. في هذه المرحلة، يبدأ بالتركيز على عيوبك، متوقعًا منك أن تكون شخصًا مثاليًا “مثله تمامًا”. يتصيد أخطاءك البسيطة، ويلقي عليك اللوم باستمرار. قد ينفجر غاضبًا في وجهك ويغرقك بمتطلبات غير منطقية، معتقدًا أنك ملزم بتقديم الأولوية لآرائه في كل شيء. مثلًا، قد يطلب منك استخدام نوع معين من الشامبو أو ارتداء الملابس بالطريقة التي يفضلها، وربما يلومك على تأخره عن اجتماعاته، أو يحملك مسؤولية عدم العثور على جواربه.
هناك عدة أشياء يمكن أن تساعدك في فهم سلوكيات النرجسيين في هذه المرحلة.
أولاً، بمجرد أن يشعر النرجسي بالاطمئنان إلى متانة العلاقة، يصيبه الملل من محاولات جذب اهتمامك وتسليتك. ويصبح مركزاً على تلبية متطلباته فقط.
ثانيًا، يسعى النرجسي دائمًا إلى فرض السيطرة، ويريد التأكد من أنك لن تتحداه أو تفكر في هجره. ومن خلال إلقاء اللوم عليك وانتقادك المستمر، يعمل على إضعاف ثقتك بنفسك وتقليل احترامك لذاتك، حتى يتمكن من التحكم بك بشكل كامل.
ثالثًا، يتلاشى تصوره المثالي عنك. يبدأ بالغضب من طلباتك وملاحظاتك، ويصاب بخيبة أمل عندما يراك غير مثالي، سواء بسبب ارتكابك الأخطاء أو تقصيرك في تقديم الاهتمام الذي كنت تمنحه في البداية. لهذا السبب، يخفت “حبه” وتبدأ مشاعر الاهتمام تجاهك بالاختفاء.
رابعًا، لا يستطيع النرجسي الاحتفاظ بصورة إيجابية عنك عندما يكون غاضبًا أو مستاءً. وهذا يعود إلى انقسام لا إرادي في المشاعر، وليس لديه القدرة على التحكم به.
دورك في هذه المرحلة:
إذا كنت تعاني من انعدام الثقة بالنفس، أو تعرضت لانتقادات قاسية في طفولتك، أو هجرك أحد والديك، فإن سلوك النرجسي قد يُعيد إحياء تلك المشاعر، مما يزيد من إحساسك بالألم والمعاناة. في هذه الحالة، قد تجد نفسك تحاول جاهدًا إرضاء النرجسي، وتسعى إلى أن تكون “مثاليًا” للحصول على بعض الحب، وهو أمر مستحيل تحقيقه.
تعرف على كيفية التخلص من أساليب الآباء التي أصبحت جزءاً من شخصيتك.
لتفادي الوقوع في هذه الدوامة، عليك أن تتعمق في فهم العلاقات النرجسية، وأن تتعلم عن أساليب النرجسيين وكيفية التعامل معهم. ركز على مشاعرك تجاه العلاقة بغض النظر عن مدى حبك للنرجسي. لا تأخذ تعليقاته الاستفزازية بشكل شخصي، بل احرص على ممارسة الرعاية الذاتية ووضع حدود صحية. يمكن للعلاج النفسي أن يكون ذا فائدة كبيرة، خصوصًا إذا كانت احتياجاتك العاطفية لم تُلبَّ، أو كنت تشعر بعدم الأمان والقلق أو الحيرة.
المرحلة الثالثة: تصعيد الإساءة
إذا لم يكن بمقدورك الابتعاد أو وضع حدود صارمة مع النرجسي تحد من سلوكه المرهق، فإنك بذلك، بشكل غير مباشر، تمنحه الضوء الأخضر لتصعيد إساءته وتجاهل احتياجاتك. سيبدأ باستخدام ألقاب جارحة، وتوجيه الإهانات لك علنًا أمام الآخرين. سيكذب دون خجل، ويختلق المواقف والإدعاءات، ويتجاهلك ويحرِمك من احتياجاتك المادية أو العاطفية. قد يلجأ أيضاً إلى أساليب الإنكار أو إلقاء اللوم أو تأدية دور الضحية أو التلاعب بمشاعرك. يصبح الغضب والحنق أمرًا مألوفًا، ويختفي الحديث الرومانسي أو تلميحات الحب بشكل ملحوظ.
في هذه المرحلة، قد يحاول عزلك ومنعك من الذهاب إلى العمل أو التواصل مع الأصدقاء والأقارب، وحتى طلب المساعدة، بهدف إحكام سيطرته عليك تمامًا. النرجسيون الأكثر خبثًا، قد يلجؤون إلى العنف الجسدي أو التعدي على ممتلكاتك دون أي شعور بالندم.
أما النرجسي الخفي، فإنه غالبًا ما يتقمص دور الضحية، ويطالب بالاهتمام والحب باستمرار. ستصبح حياتك تدريجيًا متمركزة حول تقلباته المزاجية وغيرته. يتوقع منك أن تبقي بجانبه دائمًا لتدليله، وتلبية جميع رغباته العاطفية والجسدية. وقد يصل به الأمر إلى التوقع بأن تقرأ أفكاره وتلبي كل رغباته، كما تفعل الأم مع رضيعها.
دورك في هذه المرحلة:
من الخطأ الخلط بين المطالبة بالاهتمام والحب، وبين الحصول عليهما بشكل طبيعي. إذا اختلطت عليك الأمور، فإنك قد تضعف احترامك لاحتياجاتك وللحدود التي وضعتها سابقًا. تذكر أن العودة إلى مرحلة الرومانسية بات ضرباً من الخيال في هذه المرحلة.
عادةً ما يتمسك الشركاء بالأمل في عودة العلاقة إلى ما كانت عليه، رغم تصاعد الإساءة وعدم إظهار أي اهتمام إيجابي من النرجسي. يتكوّن لديهم ارتباط بألم الصدمات الذي عايشوه في طفولتهم، مما يجعلهم أكثر اعتمادًا على شريكهم النرجسي كوسيلة للهروب من هذا الألم. يبدأون بتقبل سلوك النرجسي، ويفقدون جزءًا كبيرًا من إحساسهم بذاتهم. يشعرون باليأس، وفي كثير من الأحيان يكونون غير قادرين على الابتعاد دون مساعدة خارجية من أحد المقربين أو المختصين النفسيين.
في هذه الحالة، من الضروري ألا تعزل نفسك. احرص على الحصول على المساعدة لفهم الواقع بشكل صحيح، وحماية نفسك، وإعادة بناء استقلالك واحترامك لذاتك. يجب أن تكون قادرًا على وضع حدود واضحة ومحاولة تحسين العلاقة أو اتخاذ قرار بإنهائها إذا لزم الأمر.
اطلع على: دليل الصمود والتعايش مع شخص نرجسي
المرحلة الرابعة: الاستبدال (التخلص منك)
يصف البعض المرحلة الرابعة من العلاقات النرجسية بأنها “مرحلة التخلص”، والتي تعني إنهاء النرجسي للعلاقة بشكل كامل. (قد لا ينطبق هذا على علاقات الزواج التي قد تستمر لسنوات طويلة). يحتاج النرجسيون بشدة إلى إمداداتهم من الإعجاب، تمامًا كما يحتاج المدمن إلى المخدرات. إذا شعرت بالإرهاق من تقديم هذا الإعجاب أو فقدت قيمتك في نظرهم، سيبحثون عن مصادر إمدادات جديدة لتعويض النقص.
يمكن أن يبحثوا عن هذه المصادر في بيئة عملهم، أو من خلال السفر بمفردهم، أو الاندماج في نشاطات اجتماعية، أو الدخول في علاقة عاطفية جديدة. وسواءً خانك النرجسي أو طلب الطلاق، فإنه في جميع الأحوال سيلقي باللوم عليك ويؤدي دور الضحية. غالبًا لا يريد النرجسيون الطلاق بحد ذاته، بل يريدون تلبية احتياجاتهم، مع الاحتفاظ بمزايا العلاقة مثل الراحة والمكانة الاجتماعية، ورعاية المنزل والأطفال، والاستقرار المالي، دون تقديم أي تنازلات للحفاظ على علاقة صحية وطبيعية.
في العلاقات القصيرة، يكون النرجسيون الذين يخشون الإرتباط بارعون في المراوغة، وقد ينتقلون مباشرة إلى هذه المرحلة، حيث يخفونك من حياتهم تدريجيًا أو ينهون العلاقة فجأة، حتى لو كانت هناك خطبة. التخلي عنك بهذه الطريقة الغامضة، وفي ذروة الإحساس بالأمل والرومانسية، يعد أمرًا مؤلمًا وصعب التحمل.
دورك في هذه المرحلة:
لا تتحمل اللوم عن الخيانة أو فشل العلاقة. تذكر أن النرجسيين لا يتحملون مسؤولية أفعالهم في جميع مراحل العلاقة، حتى في هذه المرحلة أيضًا. ابحث عن الدعم المعنوي لتتمكن من اتخاذ قراراتك بثقة. إذا كنت ترغب في محاولة إنقاذ العلاقة، أصر على حضور النرجسي لجلسات العلاج النفسي. قد تكون الجلسات الاستشارية للأزواج والجلسات الفردية خطوة أولى مهمة، ولكن تأكد أيضًا من الحصول على استشارة نفسية خاصة بك. وإذا كان الانفصال هو الخيار الأخير بالنسبة إليك، فابحث عن محامي متمرس لمساعدتك في هذا الأمر.
تمرين عملي يساعدك على التخلص من إساءة الحبيب النرجسي
المرحلة الخامسة: ما بعد الانفصال
بعد الانفصال أو الطلاق من شخص نرجسي، توقع أن أن يقوم بتجاهلك أو إغرائك أو مضايقتك. يلجأ الكثير من النرجسيين إلى ما يُعرف بـ “الامتصاص النرجسي”، وهو محاولة لاستعادة العلاقة بهدف الحصول على الأشياء التي تُشبع احتياجاتهم العاطفية وتعزز شعورهم بالأهمية.
في هذه المرحلة، قد يحاول النرجسيون إغرائك وإقناعك بالعودة إليهم باعتبارك مصدراً محتملاً للإمدادات. قد يقدمون لك وعودًا فارغة، يتملقونك، يحرجونك، يلقون اللوم عليك، أو يعتذرون عما بدر منهم. قد يتصلون بك أو يظهرون أمامك فجأة، ويوافقون على تلقي العلاج النفسي كوسيلة لإقناعك. قد يتوسلون لك أو يذرفون الدموع لإعادتك إليهم. وبمجرد أن ينجحوا في استعادة العلاقة، يعودون تدريجيًا إلى سلوكهم القديم. لذلك، لا تضع أملًا كبيرًا في إمكانية تغيرهم. “تغيير” الشخص النرجسي بشكل حقيقي يتطلب التزامًا طويل الأمد بالعلاج النفسي.
إذا لم ينجح “الامتصاص النرجسي” في استعادتك أو إلغاء رغبتك في الانفصال، فقد يلجأ النرجسي إلى أساليب التهديد والترهيب للحصول على ما يريد. وإذا كان نرجسيًا حقودًا، قد يسعى إلى الانتقام لاستعادة شعوره بالتفوق واحترامه لذاته، ولن يتردد أبداً في استخدام نقاط ضعفك كسلاح لتحقيق أهدافه، بما في ذلك الأطفال.
دورك في هذه المرحلة:
بغض النظر عما يقوله أو يفعله النرجسي بعد الانفصال، يُنصح دائمًا بـ “عدم التواصل مطلقًا”. مجرد الرد على مكالماته أو رسائله يُعطيه إشارات على أنه ما زال يؤثر فيك. إذا كنت تشارك في تربية الأطفال معه، فاحرص على وضع حدود صارمة لتجنب الدخول في نقاشات حادة، ولحماية الأطفال من تأثيراتها النفسية. إذا كانت هناك اتفاقيات قانونية نتجت عن الانفصال، تأكد من الالتزام بها تمامًا، ولا تتردد في استشارة محامٍ إذا خالفها شريكك النرجسي.
تعرف على مراحل التعافي من الإساءة النرجسية
الخلاصة
من المهم أن تعترف، وتقر بأنك كنت ضحية لعلاقة نرجسية سامة، وبأن تأثير الأذى الناتج عنها لا ينتهي بانتهاء العلاقة. التعامل مع شخص نرجسي وتكبد معاناة المرور بجميع المراحل، تعد تجربة مؤلمة عاطفيًا، ويمكن أن تسبب اضطراب ما بعد الصدمة. فضلاً عن الشعور المزمن بالقلق والخجل والاكتئاب. لذلك، من الضروري أن تسعى إلى الحصول على العلاج النفسي للتعامل مع هذه الآثار، واستعادة ثقتك وتقديرك لذاتك لكي تتجنب العزلة أو تكرار الوقوع في علاقات سامة جديدة.
إقرأ أيضاً هل يمكن أن يحظى النرجسي بزواج سعيد؟
ترجمة وإعداد: أسامة ناشر
مقال منشور على موقع “What is Codependency”، ترجم إلى اللغة العربية، ويُنشر حصريًا على منصة نرجسي بإذن خاص من المعالجة النفسية دارلين لانسر، الخبيرة في النرجسية، والمُتخصصة في العلاقات الزوجية والعائلية. ومؤلفة كتاب “مواعدة، وحب، وفراق النرجسي: أدوات أساسية لتحسين أو ترك العلاقات النرجسية والمسيئة”، وكتاب “دليل العلاقات الاعتمادية للمبتدئين”.
Darlene Lancer, LMFT, The Stages of Narcissistic Relationships, What is Codependency, https://whatiscodependency.com/stages-of-narcissistic-relationships
Darlene Lancer, LMFT Psychotherapist, Expert on Relationships and Narcissism, and Author of: “Dating, Loving, and Leaving a Narcissist: Essential Tools for Improving or Leaving Narcissistic and Abusive Relationships”, and “Codependency for Dummies”