قصص النرجسي
جميــع المقــــالات

الـرئيسيــــــــة
تواصل معنا
مــن نحــــــــن
تطوع للتوعية بالنرجسية
نموذج طلب تطوع

قصص النرجسي
جميــع المقــــالات

الـرئيسيــــــــة
تواصل معنا
مــن نحــــــــن
تطوع للتوعية بالنرجسية
نموذج طلب تطوع

لماذا من الصعب جداً ترك النرجسي؟

محتوى المقال


الصفات النرجسية

تتسبب العلاقات العاطفية مع الأشخاص النرجسيين بالكثير من الضغوط النفسية، ومع ذلك، يشعر الكثرين بجاذبية قوية تجاههم. تُظهر الدراسات أن النرجسيين يكونون أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام عند اعتبارهم شركاء عاطفيين محتملين. ومع أن العلاقة مع شخص نرجسي قد تؤدي إلى فقدان الشريك لإحساسه بذاته، حيث يصبح الشريك هو محور اهتمامه ونشاطه، إلا أن ترك الشخص النرجسي بعد الدخول معه في علاقة قد يكون صعباً جداً.

من غير المستغرب أن ينجذب الناس إلى الأشخاص النرجسيين. فغالباً ما يتمتعون بسحر وجاذبية فريدة، ويضيفون طاقة وحيوية إلى أي مكان يتواجدون فيه. تُشير الدكتورة بوجانا دينيتش، أستاذة علم النفس المشاركة التي أجرت دراسة حديثة حول أنماط الحب لدى النرجسيين، إلى أن “الشخص النرجسي قد يبدو في البداية ساحراً وجذاباً بشكل لا يُقاوم، فهو يجيد إسعادنا وإغرائنا، وإضحاكنا، وإثارة اهتمامنا بذكائه وغموضه وحماسه. لكن مع مرور الوقت، تبدأ طبيعته الحقيقية بالظهور، مما يجعلنا نتساءل عما إذا كان هو فعلاً نفس الشخص الذي تعرفنا إليه في البداية.”

مع الوقت، تبدأ بعض صفات النرجسي السلبية في الظهور، على عكس الصورة المثالية التي روجها عن نفسه في البداية. قد يبدأ بإظهار سلوكيات مثل السيطرة والتملك والغيرة. يطالب بالاهتمام باستمرار ويحاول إثبات تميزه لتعزيز احترامه لذاته، حتى لو كان ذلك يتطلب التقليل من شأن شريكه أو إهانته. يشعر بالإساءة لأتفه الأسباب، ويضع رغباته واحتياجاته الشخصية كأولوية قصوى. وإذا جُرحت صورته المتضخمة عن نفسه، يتحول إلى الهجوم وتوجيه الانتقادات الحادة. بالإضافة إلى أن تواصله يصبح متقطعًا، مما يجعل الطرف الآخر يشعر بالدونية والاحتقار.

عندما تجد نفسك غارقًا في علاقة مع شخص نرجسي، من الطبيعي أن تشعر بالعزلة. ذلك أن النرجسي يستنزف طاقتك بشكل كامل، ويعمد إلى تقييد علاقاتك مع الآخرين. تجد نفسك موجِهاً كل وقتك واهتمامك لتلبية رغباته واحتياجاته العاطفية، ومتجاهلًا رغباتك واحتياجاتك الخاصة. على الرغم من كل هذه التحديات والجوانب السلبية التي تسود هذا النوع من العلاقات، يظل السؤال مُلحاً: لماذا يكون من الصعب جدًا ترك الشريك النرجسي؟

يجعلنا النرجسي نشعر أنه محتاج إلينا

يمنحنا النرجسي شعوراً خاصاً بالتميز

مع أن النرجسي يسيطر على حياتنا ويشغل مساحة كبيرة منها، إلا أننا قد نجد أنفسنا منجذبين إلى الأضواء المسلطة عليه. نشعر بأن البقاء معه يضفي علينا جزءًا من بريقها. نعتقد أنه إذا خسرناه، فسنفقد أيضًا تأثير تلك الأضواء. وعندما نفكر في الابتعاد عنه، تسيطر علينا مشاعر متضاربة، فنخشى أن نفقد معه شعور التميز الذي اكتسبناه من خلال ارتباطنا به.

نشعر وكأننا سنفقد أنفسنا

يعبث النرجسي بتقديرنا لذاتنا

للأسف، يحمل كلٌ منا في داخله ذلك الجانب الذي يشكك ويقلل من قيمتنا؛ لدينا جميعًا “صوتًا داخليًا ناقدًا” يهمس في آذاننا، ويخبرنا بأننا غير مستحقين أو غير مرغوب فينا لأسباب لا حصر لها. عندما نكون مع شخص نرجسي، قد نشعر بالتحسن قليلاً في مسألة تقديرنا لأنفسنا. نشعر بالرضا لأن شخصًا لديه مثل هذا التقدير العالي عن نفسه قد اختارنا. يعمد النرجسي أحياناً إلى مدحنا وإظهارنا بصورة مميزة، مما يُوهمنا بأننا مهمون كبقية الشخصيات المهمة في حياته، والتي نعتقد أنها اكتسبت قيمتها من وجودها بجانبه.

على الجانب الآخر، قد يقوم النرجسي بالتقليل من شأننا عندما يشعر أننا نمس طريقته في تقديره لنفسه، أو عندما نخفق في تلبية حاجته المفرطة للثناء. قد يلجأ أيضاً إلى تهميشنا، مما يجعلنا نشعر أننا معدومي القيمة. تعزز هذه الأساليب أفكارنا السلبية المسبقة عن أنفسنا، وتقوي صوتنا الداخلي الناقد. ورغم صعوبة مواجهة هذا الناقد الداخلي وسيل الانتقادات التي يصدرها، إلا أننا نميل إلى تبني رسائله السلبية وكأنها وجهات نظرنا الخاصة، بدلًا من التعرف إلى التأثيرات الخارجية التي شكلتها على مدار حياتنا.

اطلع على كيف تتخلص من التعلق بشخص نرجسي
اطلع على مراحل التعافي من الإساءة النرجسية

ندمن المشاعر العاطفية للشد والجذب.

تُعرف العلاقات مع الأشخاص النرجسيين بتقلباتها العاطفية الحادة. يقول الباحث دينيتش: “إن السمة المشتركة بين جميع أنواع الحب النرجسي هي الهوس”. غالبًا ما ترتبط النرجسية بأسلوب الحب القائم على الألاعيب. ففي لحظة ما، قد يجعلنا النرجسي نشعر وكأننا مركز عالمه، وفي اللحظة التالية نبدو وكأننا آخر اهتماماته. قد يبخل علينا في إظهار اهتمامه عندما نكون إلى جانبه، لكنه يواجهنا بمشاعر عاطفية جارفة عندما نكون بعيدين عنه.

رغم الإرباك والإرهاق الذي تسببه هذه التقلبات، نجد أنفسنا مدمنين عليها. فالشد والجذب الذي يمارسه النرجسيون يُضفي عليهم جاذبية قوية قد تتحول إلى إدمان. نعتقد في كل مرة يعودون إلينا أننا بحاجة إلى ذلك الحب المثير، وكأنه السبيل الوحيد لاستعادة شعورنا بقيمتنا. وكما قال أحد المعجبين بسيدة نرجسية: “إذا تمكنت من اقناعها بأن تحبني، فهذا يعني أنني شخص مميز”.

عندما نشعر بالضياع والفراغ بسبب ابتعادنا عن شريكنا النرجسي، قد نجد أنفسنا نفضل البقاء معه ونسعى باستمرار لاستعادة اهتمامه بنا. يزداد هذا الشعور حدة لدى أولئك الذين عانوا من أساليب تعلق غير آمنة في طفولتهم. لم يشعر هؤلاء بأنهم حصلوا على القدر الكافي من احتياجاتهم العاطفية أو أنهم لم يتلقوا الحب والرعاية بشكل متواصل. ولذا، فإن الدعم المتقطع الذي يتلقونه من النرجسي، بكل فخامته المبهرة، يبدو وكأنه أمر ضروري ليشعروا بالرضا عن أنفسهم.

يُعيد النرجسي إحياء ماضينا

غالبًا ما يكون انجذابنا للأشخاص النرجسيين مرتبطًا بجذور عميقة في تجاربنا الشخصية، خاصةً تلك التي نشأت من علاقاتنا المبكرة، وتأثرت بأسلوب الارتباط الذي تربينا عليه. فإذا كان أحد والدينا بحاجة مستمرة للإطمئنان عليه، أو كان يعكس الأدوار ويُلزمنا برعايته، فإن تكريس أنفسنا لشخص يُظهر سلوكيات أنانية مشابهة يصبح شيئاً مألوفًا.

إذا نشأنا ونحن نشعر بالقلق نتيجة عدم تلقينا لمشاعر الحب والاهتمام من الشخص الذي رعانا، قد نجد أنفسنا بشكل غير واعٍ منجذبين إلى علاقات تعيد إحياء نفس مشاعر القلق واليأس. قد تكون هذه الديناميكيات مزعجة، لكنها أصبحت مألوفة. نشعر برغبة لإعادة تكرارها لأننا تعلمنا من تجاربنا المبكرة أن العلاقات تُبنى على هذا الأساس.

إعرف المزيد عن:
كيف تعيش مع شخص نرجسي
كيف تبدو الحياة الزواجية مع شخص نرجسي

ختـــــــــــاماً

ترجمة وإعداد: أسامة ناشر


المصادر

مقال منشور على موقع “سَيْك ألايف”، ترجم إلى اللغة العربية، ويُنشر حصريًا على منصة نرجسي بإذن خاص من الدكتورة ليزا فايرستون.

Lisa Firestone, Ph.D., Why Is It So Hard to Leave a Narcissist?,  Psych Alive, https://www.psychalive.org/why-is-it-so-hard-to-leave-a-narcissist/

شارك المنشور لتعم الفائدة!
د. ليزا فايرستون
د. ليزا فايرستون

الدكتورة ليزا فايرستون هي عالمة نفس، ومديرة للأبحاث والتدريب في جمعية جلندون في كاليفورنيا. الدكتورة فايرستون متخصصة في الوقاية من الانتحار والعنف، ووسائل الدفاع النفسية، وديناميكيات العلاقات، ولديها أكثر من 20 عامًا من الخبرة في هذا المجال. حصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس السريري من كلية كاليفورنيا لعلم النفس المهني في عام 1991. بالتعاون مع والدها، الدكتور روبرت فايرستون، طورت العديد من أدوات التقييم، بما في ذلك تقييم فايرستون لأفكار التدمير الذاتي وتقييم فايرستون للأفكار العنيفة، والتي ساهمت بشكل كبير في فهم سلوكيات التدمير الذاتي.