تأثير الاب النرجسي على الأبناء: 15 سلوكاً ساماً وطرق تجاوزها

كيف تحرر نفسك من إرث التنشئة السامة وتتغلب على تأثير الاب النرجسي على شخصيتك.

محتوى المقال

ملاحظة: اُسْتُخْدِمت صيغة المذكر في هذا المقال، ويمكن أن تنطبق على الإناث أيضاً.

الأبناء الذين ينشؤون تحت رعاية أحد الوالدين النرجسيين، غالبًا ما يحملون معهم إرثًا مدمرًا يؤثر على حياتهم بطرق يصعب ملاحظتها. إذا كنت قد تربيت على يد احدهما، فربما تستمر نتائج تربيتهم هذه بالتأثير عليك دون أن تشعر.

لتجاوز هذا الإرث السام، تتمثل الخطوة الأولى بفصل الطريقة التي نشأت بها عن السلوكيات غير المرغوبة التي تمارسها الآن. وللبدء في رحلة التحرر هذه، دعنا نستكشف بعض السلوكيات الشائعة التي أدت إلى تأثير الاب النرجسي على شخصيتك.

أولاً: كيف أعرف أن أبي نرجسي؟

عندما كنت صغيراً، هل كان يعاملك بأحد هذه الأساليب:

• يمنح الهدايا بشروط مسبقة؟
• يطلب منك أن تثق به، ثم يخذلك أو يغدر بك؟
• يسيطر على المحادثات أو يحتكر الاهتمام بالعائلة؟
• يبدو دائمًا غير راضٍ عنك؟
• ينتقد أو يقلل من شأن قراراتك واختياراتك؟
• يبدو مسرورًا بإفساد مزاجك أو لحظاتك السعيدة؟
• يبدو عاطفيًا غير ناضج أو جاهلًا بمشاعر الآخرين؟
• نادرًا ما يعتذر أو يعترف بخطئه أو يتحمل المسؤولية؟
• يشعر بالحاجة الدائمة إلى الفوز، حتى لو كان ذلك على حسابك؟
• يمنعك من معارضته، أو يعاقبك إن فعلت ذلك؟
• يشعرك بالذنب أو يضغط عليك لتضع احتياجاته أولاً؟
• يزرع الخلافات ويتلاعب بالحقائق في عائلتك؟
• يتصرف وكأنه ضحية، ويجذب الانتباه أو التعاطف؟
• يقلل من أهمية شعورك ورغباتك واحتياجاتك أو يسخر منها؟
• يجعلك تشعر بالعجز والحصار واليأس، وبأنك غير محبوب؟
• يصدر العقوبات أو ينسحب عندما يكون غير راضٍ؟
• يرى المواقف بطريقة أحادية، إما أبيض، وإمّا أسود (كل شيء أو لا شيء)؟
• يتسامح مع الغرباء، لكنه يتجاهل احتياجاتك؟
• شديد الحساسية تجاه الإهانات سواء كانت جادة أو من باب المزح؟

يمكن لمثل هذه السلوكيات أن تترك آثارًا طويلة الأمد على حياتك، وربما تصبح جزءًا من شخصيتك. على سبيل المثال، إذا كان والدك النرجسي يستغلك، أو يتلاعب بك، أو يجعلك تشعر بالخجل، فمن الطبيعي أن تجد صعوبة في الثقة بالآخرين، حتى بعد مرور سنوات على ذلك التعامل.

إذا لم تشعر يومًا بالتقدير أو القبول رغم كل عيوبك ومميزاتك، فليس غريبًا أن تشعر بالإهانة عندما يتم التقليل من شأنك أو يساء فهمك. وإذا كنت تجد صعوبة في اتخاذ القرارات، فربما يعود السبب إلى سخرية والدك النرجسي من اختياراتك أو التشكيك فيها بشكل مستمر.

الأمثلة التالية هي نماذج لبعض السلوكيات السامة التي قد يظهرها الشخص في مرحلة البلوغ بسب تأثير الاب النرجسي، ولها بعض الصلات المحتملة بتجارب الطفولة.

ثانياً: ما هو تأثير الاب النرجسي على الأبناء؟

يمتد تأثير الاب النرجسي ليشكّل شخصيات أبنائه حتى بعد بلوغهم سن الرشد، مما ينعكس على سلوكياتهم في حياتهم اليومية. هل تلاحظ على شخصيتك بعضًا من هذه السلوكيات:

١- تجد صعوبة في التصرف بعفوية أو الضحك من قلبك؟
الصلة المحتملة: كان سلوك والدك النرجسي مسيطرًا أو غير متوقع، مما جعلك في حالة تأهب دائمة لحماية نفسك.

٢- تشعر بأنك غير مستحق؟
الصلة المحتملة: كان والداك يعاملك وكأنك أقل أهمية أو يقلل من قيمتك بشكل متكرر.

٣- تشعر بعدم الارتياح عندما تحدث لك أشياء جيدة؟
الصلة المحتملة: اعتاد والدك إفساد لحظاتك الجميلة بسلوكه الأناني، أو كان يقدم لك الاهتمام والهدايا بشروط مسبقة.

٤- تُعجب بالآخرين في البداية، ثم تشعر بخيبة أمل منهم لاحقًا؟
الصلة المحتملة: كان والدك النرجسي يتصرف بلطف مع الغرباء، ويتجاهل احتياجاتك.

٥- تشعر بالقلق من المواجهة مع الآخرين؟
الصلة المحتملة: كان والدك يمنعك من معارضته أو يعاقبك إذا عبرت عن رأيك بصراحة.

٦- تجد صعوبة في الشعور بالتقارب مع الآخرين حتى عندما ترغب في ذلك؟
الصلة المحتملة: كان والدك ينسحب عندما تكون بحاجة إليه، أو يرفضك دون سبب واضح.

٧- تميل إلى إرضاء الآخرين على حساب نفسك؟
الصلة المحتملة: أجبرك والدك النرجسي على تلبية احتياجاته أولاً، أو جعلك تشعر بالذنب لامتلاكك احتياجات خاصة بك.

٨- تنجذب إلى الخلافات والاضطرابات في علاقاتك بدلاً من محاولة الانسجام؟
الصلة المحتملة: كان والدك مثالًا في المبالغة وتوجيه اللوم وافتعال الخلافات بين أفراد العائلة.

٩- تنتقد نفسك بقسوة؟
الصلة المحتملة: كان والدك ينتقدك بشكل مستمر أو لم يكون راضٍ عنك أبدًا.

١٠- تلجأ إلى الإفراط في الأكل والتسوق أو سلوكيات قهرية أخرى لتهدئة نفسك؟
الصلة المحتملة: جعلك سلوك والدك النرجسي تشعر بأنك غير محبوب أو محاصر أو وحيد أو يائس.

١١- تثق بالآخرين بسهولة غير منطقية، أو على العكس، تجد صعوبة في منح الثقة حتى عندما ترغب في ذلك؟
الصلة المحتملة: أقنعك والدك أن تثق به، ثم خان تلك الثقة.

١٢- تعتقد أن الفشل في العلاقات أمر طبيعي أو لا مفر منه؟
الصلة المحتملة: كان والدك النرجسي يكذب أو يحقد أو يرفض تحمل مسؤولية أفعاله.

١٣- تشعر بأنك فاقد للإحساس أو تجد صعوبة في تحديد مشاعرك؟
الصلة المحتملة: قلل والدك من أهمية مشاعرك أو سخر منها، أو هاجمك بسبب امتلاكك لمشاعر لم تعجبه.

١٤- تنظر إلى الآخرين على أنهم ضعفاء، أو ترى نفسك صعب المراس؟
الصلة المحتملة: تصرف والدك كضحية، وجعلك تشعر بالذنب، أو فقد السيطرة عليك عندما أصبحت أكثر استقلالية.

١٥- تشعر بحساسية شديدة تجاه الأشخاص المتغطرسين أو المتعجرفين أو المتلاعبين؟
الصلة المحتملة: استحوذت حاجة والدك النرجسي المفرطة إلى الاهتمام على الجو العاطفي في العائلة.

يجب أن ندرك أن سلوك الإنسان معقد جداً، ولا يمكن ببساطة افتراض أن تصرف أحد والديك بطريقة معينة (أ) سيؤدي بالضرورة إلى تصرفك بطريقة أخرى (ب). لكن التعرض لمعاملة الآباء النرجسيين لسنوات، قد يترك آثارًا سلبية عميقة.

كان من الصعب علينا كأطفال الاعتراف بتفكك عائلاتنا، خصوصاً وأننا لا نملك القدرة على فعل شيء. ونتيجة لذلك، أصبحنا نتجاهل الأنماط غير الصحية، ونعتقد بأن ما نراه هو الوضع الطبيعي، ونلوم أنفسنا أو نلجأ لوسائل أخرى للهروب من الواقع.

بعض استراتيجيات التأقلم قد تكون ضرورية للحفاظ على التوازن العاطفي خلال ظروف الطفولة الصعبة، ومن المهم أن نقدر دور هذه الاستراتيجيات في مساعدتنا على تجاوزها. لكن يجب أن ننتبه إلى أن هذه الآليات نفسها قد تتحول لاحقًا إلى أنماط هدامة للذات، كما هو الحال مع السلوكيات الخمسة عشر المذكورة سابقًا.

ثالثاً: كيف اتجاوز تأثير الاب النرجسي؟

نشأتك في ظروف صعبة لا تعني أنك تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها، أو أن حياتك ستكون دائمًا مليئة بالصعوبات. إذا لاحظت أنك تندرج في أي من الأنماط المذكورة سابقًا، فإليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في تجاوز تأثير الاب النرجسي:

اوقف تأثير الماضي على الحاضر

قد تكون المشاعر المزعجة أو السلوكيات الهدامة، مثل الخمسة عشر المذكورة سابقًا، إشارات إلى أن نرجسية والدك التي عانيت بسببها منذ عقود، ما زالت تؤثر في حياتك الحالية، ومن المؤكد أن لدى والدك رغبة ملحة في استمرار إرثه عليك. دورك الآن هو عدم السماح بذلك على الإطلاق.

تحمل مسؤولية حياتك

ربما حمّلك والدك النرجسي مسؤولية مشاكله واستغلك لإسعاد نفسه. لكن يجب أن نكون صادقين: كان والدك شخصاً بالغاً، وكان مسؤولاً عن أفعاله وعائلته بما فيهم أنت، بغض النظر عن مدى تجنبه لتحمل تلك المسؤولية. أما الآن فأنت شخصٌ بالغ، وأصبحت مسؤولاً عما تفعله في حياتك.

اسعَ للحصول على الدعم

هناك الكثير من الحلول التي تساعد على تجاوز تأثير الاب النرجسي والمضي إلى الأمام. يمكن للعلاج النفسي أن يساعدك في تحديد الروابط غير الصحية مع الماضي وكسرها. كما تقدم مجموعات الدعم فرصًا للتعرف على طرق تعامل الآخرين مع مواقف مشابهة. بالإضافة إلى كتب التطوير الذاتي التي ستساعدك على استكشاف المشكلات العميقة بالوتيرة التي تناسبك.

اسأل نفسك أسئلة تساعدك في اتخاذ قرارات صائبة، مثل:

• ما هي أفضل طريقة لرعاية نفسي في هذا الموقف؟
• هل هذه الطريقة تعكس كيف أرغب في معاملة نفسي ومعاملة الآخرين؟
• من أريد أن أكون؟ وما الذي أريد أن أمثله في الوقت الحالي؟

إذا لم تنجح أي من الخطوات السابقة، ولم تكن متأكدًا مما يجب عليك فعله في موقف معين، يمكنك أن تسأل نفسك: “ماذا كان سيفعل والديّ النرجسي في هذا الموقف”، أو “بماذا كان سيأمرني؟” ثم افعل العكس تمامًا. غالبًا ما يكون التصرف بعكس النصائح الأنانية أو التعليقات المحبطة هو الخيار الصائب لتجاوز تأثير الاب النرجسي.